حكاية جدة... قصة : طلال النعيمي

السبت، 24 يناير 2015

حكاية جدة 

 

 قصة : طلال النعيمي



الليل في الهزيع الاخير , وهو لم يغمض له جفن ...
لجأ الى جدته .. ايقظها بدخوله في فراشها الدافئ ...
- اريد حكاية ..

تضحك الجدة بملئ فمها الخالي من اي سن ...
-- اجننت .. اصبحت رجلا .. اخجل من ابنك !
- احن الى حكاياتك ..
- وهل لي حكاية لم احكها ؟!
- اعيدي .. وبالاعادة افادة
رفعت الجدة جسدها قليلا , واتكأت على الحائط ..
استل هو لفافة تبغ من علبتها الكرتونية , واشعلها , ثم وضعها بين شفتيها المرتعشتين .
سحبت نفسا عميقا , ونفثت دخانا كثيفا , راح يتراقص كعفريت في فضاء الغرفة ..
حكت الجدة حكايتها .. ثم تنفست الصعداء .. وراحت تنصح حفيدها . كعادتها بعد الانتهاء من الحكاية ..
- في ظلمة الحياة عليك ان توقد شمعة الامل للاخرين .. عليك ان تحرك الجامد من حياتك الرتيبة .. تحرك .. تكلم .. كسر الدوائر الضيقة ... امرخ ... اصرخ هكذا .... ....
فتحت الجدة فمها الخالي المظلم .. وصرخت ..
لكنه لم يسمع صرختها .. كانت عيناها مسمرتان في سقف الغرفة .. فصرخ هو .. صرخته جمعت الاهل والجيران , ولمتهم حول الجدة ...
بكى هو .. وبكى الجميع ...
فقد غدت الجدة .. حكاية .


سارع الآن بالاشتراك في القائمة البريدية ليصلك جديد الموقع على بريدك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

أرشيف المدونة الإلكترونية

جريمةٌ لن تُنسى

بحث

تابعنا على مواقع التواصل

 
كافة الحقوق محفوظة لـ أوراق خضــــــــراء © 2015 | بدعم من بلوجر
تصميم: ثيمز بيبر | تعريب: قوالب برق | بدعم من: برق سوفت وير
Creative Commons License